لماذا استعانت المخابرات المغربية
بـ ( أدهم صبرى ) مرة ثانية ؟
كيف يواجه رجل المستحيل خصمًا
ذا نفوذ فى دولته ؟
أيقضى ( أدهم صبرى ) على إمبراطورية
المخدرات فى المغرب أم تكون
هى مغامرته الأخيرة ؟
---------------------
الفصل الأول : دعوة الأشقاء
---------------------
تطلع مدير المخابرات المصرية الجديد في هدوء ، إلى
الشاب الوسيم ذي الملامح الشرقية ، الذي يقف في ثبات
واحترام أمامه ، ثم هبط ببصره يمر بعينيه فوق بضعة سطور
من برقية تحمل طابعا خاصا ، عاد بعدها إلى تأمل الشاب
الهادئ ، قبل أن يقول في هدوء لا ينم مطلقا عما يعتمل في
نفسه :
ولماذا يصر جلالة ملك ( المغرب ) على اختيار العقيد
( أدهم صبرى ) بالذات أيها الرائد ؟
تنحنح الشاب الوسيم ، وقال في نبرات واضحة تحمل
اللكنة الشرقية :
لقد سبق لنا الاستعانة بسيادة العقيـد ( أدهـم
صبرى ) في مرة سابقة ، إبان عمـل مدير المخابـــرات
السابق ، ووزير الدفاع الحالي يا سيدي .. ولقد أظهر من
الكفاءة مادفع جلالة الملك إلى طلب معاونته هذه المرة
أيضا
صمت مدير المخابرات لحظة ، وكأنه يدير الأمر في
رأسه ، قبل أن يقول :
كان من المفروض طلب معاومة المخابرات المصرية
فقط ، وعلينا نحن اختيار الرجل المناسب
قال الشاب الوسيم ، في لهجة تحمل الاعتذار المهذب :
تقبـل أسـف المخابرات المغربية ياسـيـدى .
إنـه خطؤنا نحن .
ساد الصمت لحظة ، إلا من صوت جهاز التكييف
الهوائي ، الذي يحمى جو الغرفة من الحرارة الشديدة
خارجها ، ثم ابتسم مدير المخابرات المصرية ، وقال :
ـ لا داعي للأسف أيها الرائد .. مصر دائما في خدمة
أشقائها العرب
ثم رفع سماعة الهاتف ، وقال في هدوء ، وبلهجة آمرة :
أبلغ العقيد ( أدهم صبرى ) بموافاتي في مكتبى
فورا .. أخبره أن الأمر عاجل وهام
جفف ( أدهـم صبرى ) العـرق الغزيـر الـذي يسيـل على
جبينه ، وابتسم وهو يتطلع إلى وجه ( قدرى ) البدين
الذي غرق وسط شلال من العرق ، وقال في لهجتـه
الساخرة التي اعتادها ( قدری ) :
ـ أما آن لك أن تصلح جهاز التكييف في حجرتك
أيها البدين ، قبل أن نفتقدك يوما ، ونكشف أنك قد
تحولت إلى بحر من العرق
قهقه ( قدری ) ضاحكا ، واهتز جسده البدين كعادته
وهو يقول :
سيكون ذلك مؤسفا ، فأنا لا أجيد العوم
ابتسم ( أدهم ) في خبث ، وقال :
ـ لا عليك يا صديقي .. يكفي أن تترك جسدك
البدين حرا ، وسيطفـر وحـده كما يحدث للبـــوارج
الضخمة
عادت ضحكة ( قدرى ) تجلجل في حجرته ، لتختلط
برنين الهاتف الداخلي ، فأسرع يلتقطـه قائلا في لهجة
سريعة :
هنا (قدري) من المكتب رقم سبعة.. من المتحدث